يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
طبرجل
تخيّل أن تكون سببًا في رسم الابتسامة على وجه طفل فقد سند الحياة، وأن تمنحه الأمان، وتوفر له التعليم والحياة الكريمة، فتكون كمن يضيء له طريق الأمل من جديد، إنها فرصة عظيمة لتكون يد العطاء التي تجبر قلوبًا كسرت، ونورًا يبدد ظلام الوحدة واليتم.
جمعية الغد تسعى لتوفير كفالة يتيم مدى الحياة، لتضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا، كن أنت الراعي، وازرع في حياتك شجرة خيرٍ تؤتي ثمارها في الدنيا والآخرة. تبرّع الآن وكن شريكًا في صناعة الأمل.
الكفالة في اللغة تعني الضم والالتزام، فيُقال: "كَفَلَ الشيءَ" أي ضمّه إليه، و"كَفَلَ الشخص" أي تكفّل به وتحمل مسؤوليته، وقد وردت الكفالة في القرآن الكريم بمعنى الرعاية والاهتمام، كما في قوله تعالى: "وكفلها زكريا" (سورة آل عمران الآية: 37)، أي تولّى رعاية مريم عليها السلام.
أما في الاصطلاح، فالكفالة تعني الالتزام برعاية شخص أو توفير احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم ورعاية صحية، وذلك لضمان حياة كريمة له، أي أنها تكون من خلال الجانب المادي وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بكفالة اليتيم.
أما اليتيم فهو من فقد والده قبل بلوغه سن الرشد، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ، لقول النبي محمد ﷺ: "لا يُتْمَ بعد احتلام"، وقد أولى الإسلام عناية خاصة باليتيم، حيث ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضع عديدة.
وقال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
وتعد كفالة اليتيم من أعظم أبواب البر، حيث تساهم في تأمين مستقبله وتعويضه عن الحنان الذي فقده، وهي ليست مجرد مساعدة مادية، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجسد معاني الرحمة والتكافل في المجتمع المسلم.
كفالة اليتيم مدى الحياة تُعد من أعظم القُربات التي حثّ عليها الإسلام، لما لها من فضل كبير في الدنيا والآخرة، فهذه الكفالة تبلغك ما يلي:
فقد وعد النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه كافل اليتيم بمرافقته في الجنة، حيث قال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وأشار بالسبابة والوسطى، وقال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: هذه إشارة إلى أنه ما بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر بسيط وهو التفاوت الذي يوجد ما بين السبابة والوسطى”.
وهذا الحديث الشريف يُبين المكانة الرفيعة التي ينالها كافل اليتيم في الآخرة، ومن منا لا يحب مرافقة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة، ويبذل الغالي والنفيس من أجل ذلك؟
عن أبي هُريرة رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللَّه صى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ." رواه مسلم.
إن كفالة يتيم مدى الحياة، باب من أبواب طاعة الله والتقرب إليه بما أمرنا به، حيث أمرنا الله بالإحسان إلى اليتامي والمساكين في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ". سورة البقرة الآية: 83.
وقال الله تعالى في آية أخرى: "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا". سورة النساء الآية : 36.
إن كفالة الأيتام من أعظم أبواب البر التي أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين، فقد قال الله في كتابه العزيز: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ". سورة البقرة الآية : 177.
وقال الله تعالى أيضاً: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ" سورة البقرة الأية : 215.
وقال الله تعالى في سورة الإنسان الآية 8 عن الأبرار: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".
كفالة يتيم مدى الحياة، يعدل ثوابها، كثواب المجاهد في سبيل الله، أو كالمؤمن الصائم بالنهار والقائم بالليل لله، حيث ورد من أحاديث الرسول الكريم عن اليتيم، ما رواه أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ” رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم: “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك".
إن مصارف الزكاة ذكرها الله تعالى في كتابه الحكيم، وتكون للفقراء والمساكين والعاملين عليها وابن السبيل، من خصهم الله تعالى في قوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة الآية 60.
واليتيم رغم أنه لم يذكر صراحة في الآية القرآنية، إلا أنه قد يكون واحداً من هؤلاء، حيث يمكن أن يكون فقيراً أو مسكيناً، فيجوز دفع الزكاة له، وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، عن دفع الزكاة في كفالة الأيتام فأجاب: “الأيتام الفقراء من أهل الزكاة، فإذا دفعت الزكاة إلى أوليائهم فهي مجزية إذا كانوا مأمونين عليها، فيعطى وليهم ما يسد حاجتهم ويشتري بها هو نفسه ما يحتاجون”.
وقال أيضاً: “ولكن هنا تنبيه: وهو أن بعض الناس يظن أن اليتيم له حق من الزكاة على كل حال، وليس كذلك فإن اليتيم ليس من جهات استحقاق أخذ الزكاة، ولا حق لليتيم في الزكاة إلا أن يكون من أصناف الزكاة الثمانية، أما مجرد أنه يتيم فقد يكون غنيًّا لا يحتاج إلى زكاة “.
باتت جمعيات كفالة الأيتام ودور الرعاية هي النظام المتبع في غالبية المجتمعات لتتولى مهمة كفالة الأيتام من خلال كوادر مدربة محترفة، وتلعب هذه الجمعيات دوراً محورياً وداعماً في حماية هؤلاء الأيتام من الضياع في مجتمعاتهم، وتقديم الرعاية اللازمة لهم بطرق مدروسة تقوم على برامج وأنشطة متنوعة مخصصة لهذه الشريحة من المجتمع، وتمنحهم عناية خاصة في مختلف جوانب الحياة بما يسهم في بناء شخصيتهم ودعمهم في تجاوز النواقص والقصور لديهم، وتعزيز خبراتهم.
وتعد جمعيتنا، جمعية الغد من أبرز وأفضل جمعيات كفالة الأيتام، حيث نركز على الرعاية والتأهيل والتمكين التنموي للأطفال اليتامى في محافظة طبرجل، ومن أبرز الأهداف التي نركز عليها:
توعية الأفراد في المجتمع بأهمية كفالة الأيتام وإحسان التعامل معهم.
توفير الدعم النفسي للأطفال اليتامى.
رعاية وكفالة الأيتام وأسرهم كفالة شاملة وتوفير احتياجاتهم وكفالتهم من الناحية المادية والمعنوية والتربوية.
توفير طرق لتحويل الأيتام وأسرهم إلى عناصر منتجة.
تسهيل العلاج للمحتاجين من الأيتام.
توفير سكن ملائم للأيتام.
توفير رعاية اجتماعية وتعليمية للأيتام.
ومن أهم المشاريع التي تقدمها الجمعية ما يلي:
مشروع اليتيم بمكة داخل حدود الحرم المكي: مبنى استثماري يقع في مكة المكرمة، يتم تخصيص جميع عوائده لدعم ورعاية الأيتام في طبرجل.
مشروع اليتيم في طبرجل: يهدف إلى توفير احتياجات الأيتام بشكل مستدام، ليكون المتبرعون سببًا في تحسين مستقبلهم وإضفاء السعادة إلى حياتهم.
التبرع يوم الجمعة: فرصة عظيمة لمضاعفة الأجر من خلال تقديم صدقة جارية داخل حدود الحرم المكي، تساهم في كفالة الأيتام مدى الحياة.
من خلال هذا النهج المتكامل، تصبح جمعية الغد شريكًا حقيقيًا في تحقيق الأمل وبناء مستقبل أفضل للأيتام.
إن كفالة اليتيم مدى الحياة ليست مجرد عمل خيري، بل هو من أعظم القربات إلى الله، كما أنه استثمار في مستقبل مجتمعنا وأمتنا، فمن خلال تقديم الرعاية والدعم المستمر لهؤلاء الأطفال اليتامى، نمنحهم الفرصة ليصبحوا أفرادًا فاعلين ومؤثرين في المجتمع المسلم، إنها دعوة لكل من يسعى لترك أثر طيب وبصمة لا تُمحى في حياة الآخرين، ولمن يتطلع إلى نيل رضا الله ومرافقة النبي ﷺ في الجنة.
جمعية الغد للأيتام بمحافظة طبرجل تمنحك الفرصة للمساهمة في كفالة الأيتام، وتقديم يد العون لهم ليحظوا بحياة كريمة ومستقبل واعد.